احببت المناقشة واحببت ان تشاركونى فيها
فقد سالنى البعض هذا السؤال
ما هو الحب ؟
صدقونى لم يكن سهلا وصف ذلك الاحساس الراقى , تلك المشاعر الملتهبة
سالتنى بعض صديقاتى اكثر من مرة وباساليب مختلفة
بعضهم كان يشعر بشيىء ما , ربما اراد التاكد بان ما يشعر به هو ذلك المسمى حب
وبعضهم اناس قد اثارت فى نفوسهم مشاهد الحب والغرام فى المسلسلات او ربما قراءة الروايات تلك الاحاسيس
وبعضهم مغرم بقراءة تلك القائد المفعة بالشوق والحب والنار فاراد ان يتلمس هذا الشعور
وبعضهم لم يخفق ذلك الكامن بين ضلوعه لاى شخص وقرر الاحتفاظ به هكذا بمكنونه فى انتظار اللحظة الحاسمة التى يفجر فيها كل تلك المشاعر لشخص بعينه هو فى علوم المستقبل فكان اصدقاءه يعيرونه بانه انسان متبلد المشاعر جاف الاحاسيس وسالنى هل هو فعلا متبلد المشاعر كيف ولماذا لم يحب حتى الان
أسئلة كثيرة.. تعددت إجاباتها.. أوحت لي في النهاية بكتابة هذه الرسالة، التي سأنشرها كما هي بلا تنقيح ولا تعديل... فاغفروا أسلوبها الارتجالي
هل فعلا تريدون معرفة معنى الحب
الحب هو ذلك الكائن الخيالى الذى نهابه وعندما يتملكنا ذلك الكائن الملائكى الخرافى نصبح عبيدا له ولمن نشعر اتجاهه بتلك المشاعر
فهو يسلبنا ارادتنا فاصبحنا عبيدا له , نصبح اشخاصا لا نرى الوجود الا من خلال ذلك المحبوب ولا يستطيب لنا العيش الا بقربه ولا يرضينا سوى رضاه
فهو يسخركل قوانا فى خدمة المحبوب حتى وان كانت على حساب انفسنا
تتعدد اشكال الحب
فهناك حب الام لولدها حب الاب حب الاخ حب الصديق حب الوطن حب الرجل للمراة وهناك اعظم مشاعر الحب هو حب الله
عندما اقرأ تلك القصائد والاشعار اشعر بقوة معانيها استمحيكم عذرا فلكل منا ليلاه
اذن الحب طاقة قوية جدا، محركة فعالة، غامرة متحكمة...
اذا وجهناها لحب بشري... وركزناها عليه، وصببناها فيه، سنحدد هذه الطاقة في حدودها البشرية الدنيا... وتصبح حياتنا متمحورة في هذا الشخص وحده
وهذا ما نراه من مجنون ليلى وكثير عزة ومن تنتحر لأن خطيبها هجرها، ومن يتوجه للمخدرات لانهم حرموه من حبيبته
هؤلاء صادقون في مشاعرهم، لكنهم بكل اسف لم يحسنوا اختيار المحبوب
كان اختيارهم بشريا سفليا، فهبط بهم... وكان اختيارهم محدودا جدا، فضاقت حدودهم وصغرت آفاقهم، ولم تتسع قلوبهم...
فكثيرا ما نرى ذلك المحب يضحى بامه ويعق اباه فى سبيل ارضاء محبوبه
ونجد من خان ضميره ونفسه ليجمع المال ارضاءا لمحبوبته
والعفيفون الطاهرون يحرصون على الا يغضبوا الله من أجل من يحبون، لكنهم مع ذلك لا يستطيعون تخيل العالم الا من خلاله، ولا رضا الله الا اذا وصلهم المحبوب، ولا غضبه الا اذا حرمهم منه...
وهكذا ضاقت آفاقهم وصغرت بقدر صغر محبوبهم ومستواه...
ومن أحب الله سبحانه وتعالى، وأحب نبيه صلى الله عليه وسلم، يضحي بحياته وعمره وكل نبضات قلبه من أجل رفعة هذا الدين ونصرة المظلوم ومساعدة المحتاج ورفعة الانسان.. لقد اتسع قلبه لكل الناس، لأنه اتصل برب الناس.... فهذا الحب الأرقى والأجل والأعظم، ارتقى به ووسع آفاقه حتى شمل بعطفه وحنانه ومحبته كل بني البشر.. وهذا شأن المؤمن الحق...
والحب يبدأ بإعجاب، يعقبه ميل، يعقبه محاولة التقرب من المحبوب، يعقبه رغبة قوية في الصلة به... وعذاب شديد وألم ولوعة ان لم يحدث هذا الوصال...
عندما نحب لا تملكنا الدنيا بل نحن نملكها
عندما نحب نتسامح نتغاضى عن السيئات
عندما نحب نتمنى الوصال
عندما نحب نفقد قيمة الوقت والزمان
هذا ما اعرفه عن الحب